هشام حمادة.. محارب الدراما الأردنية يحتل قلوب الوطن العربي
رندا البياري
شخصية تمتلك ملامح عربية اصيلة تشعر لوهله أنه فارس أو محارب من زمن الفتوحات الإسلامية، وبذات الوقت تجد ملامحه قريبه منك كأنه من أفراد عائلتك أو أقربائك، فمنذ الصغر ميزنا صوته في المسلسلات الكرتونية وأحببنا الشخصيات التي دبلج أصواتها وتفاعلنا معها بكل حب.
رغم انه مقل بالظهور الا أن أدواره المميزة لها بصمة مختلفة، هذا بسبب قربها من المجتمع الأردني والتي تلامس قضايا الناس، اتقن جميع الأدوار ودخل على بيوتنا بشخصيات عديدة تحاكي الواقع والماضي وربما وميض من المستقبل.
من منا لا يتذكر “عقله” في مسلسل أم الكروم، و”دهشان” في أخر الفرسان، والعديد من الأفلام، المسرحيات، المسلسلات التاريخية والبدوية والأردنية التي تعدت حدود الوطن، وكانت أخر أعماله المسلسل الرمضاني “المشراف” الذي يجسد الحياة في المملكة بفترة الستينيات من القرن الماضي، حيث لعب بطلنا دور الشيخ طلاق ابو مطلق.
هشام حماده، ذاك الممثل الأردني الذي ولد في عروس الشمال لكن شغفه وحبه للفن والتمثيل والمسرح تعدى حدود مدينة إربد والمملكة بكثير، فقد كان سفيرا للدراما الأردنية من خلال أعماله التي عرضت على شاشات التلفزة في أرجاء الوطن العربي، فقد كان من أبرز الممثلين في فترة الثمانينيات من القرن الماضي وما زال عطائه مستمر حتى الان، ووضع بصمة خاصة على مسمع ومرئا الجميع.
تميز بقوة الحضور كملامحه وبروحه الجميلة كقلبه المعطاء الذي قدم للدراما الأردنية نكهة مميزه، بدأ مشواره الفني منذ الصغر، فبدأ من المدرسة ثم اتسع النشاط ليشمل مديرية التربية والتعليم في محافظة إربد.
شارك في العديد من الأعمال الفنية على مستوى المحافظة والمملكة من خلال مركز شباب إربد التابع لوزارة الثقافة والشباب، وشارك في نشاطات مركز شابات إربد وكانت أهم الأعمال المقدمة مسرحية (زواج آخر صرعة) تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً.
شكل فرقة مسرحية تحت اسم (فرقة أضواء الشمال)عام 1978، وكانت برئاسته، و تضم في عضويتها آنذاك مجموعة من الشباب الموهوبين منهم من حقق نجومية على مستوى الأردن والعالم العربي كحسين طبيشات ومحمود صايمة. وقدمت الفرقة العديد من المسرحيات وكان اهمها «مسرحية حارة المساكين»، بعد ظروف قاهرة والتي صقلت شخصيته أكمل درسته الجامعية في بغداد.
خبرته الكبيرة في تشخيص الأدوار المركبة رغم عفويتها كانت أيقونته، لدرجة أنك تعتقد انها شخصيته الحقيقية بسبب الصدق في الأداء، وملامسته للواقع جعلته مقل في الظهور، ربما لأن الدراما البدوية والأردنية وبعض الأعمال ابتعدت عن المجتمع ولا تمثل الواقع، حيث كانت سابقا تحاكي واقع الحال والمجتمع الأردني ونجحت في ذلك وكانت بصمة مميزة في جميع ارجاء الوطن العربي.
في النهاية نفتخر بوجود فنان عربي أردني يقدر نفسه وفنه ويتعامل مع الدراما الأردنية و العربية بذكاء أكثر من الظهور، وهذا ما جعل له إطلاله مميزة وحضور قوي كملامحه العربية الأصيلة.