الرفاعي: لا بد من تقبل بعضنا البعض
قال العين سمير الرفاعي، الذي ترأس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، الثلاثاء، إن “وجود التحديات أمر طبيعي في أي مسيرة عمل، لكن من الممكن والواجب مواجهتها دائما”.
وأضاف، خلال إطلاق مركز الحياة – راصد، مؤتمر “أثر مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية على الحياة الحزبية”، “علينا أن نستثمر كأردنيين هذه المرحلة، وأن نبني حياة سياسية أردنية قوامها العمل الحزبي البرامجي المنسجم مع أولويات الدولة الأردنية وثوابتها وركائزها”.
وأكد الرفاعي أن من الممكن والواجب مواجهة هذه التحديات دائما، فقد يكون هناك بعض القرارات التي لا تنسجم مع بعض الآراء، لكن الديمقراطية تحتم على الفاعلين السياسيين إقناع الناس بشكل ديمقراطي.
وشدد الرفاعي على ضرورة أن يتقبل المنخرطون في العمل السياسي والحزبي من يختلف عنهم في البرنامج أو التوجه أو الرأي، فهذا هو جوهر العمل السياسي، وأن يبتعدوا عن النخبوية في تشكيل الأحزاب، ويتجهوا نحو القواعد الشعبية، ويصلوا إلى الناس من جميع المشارب الفكرية والاجتماعية في جميع المواقع، ويستمعوا إلى همومهم ويعرفوا احتياجاتهم الحقيقية.
وأكد دولته ضرورة استقطاب الشباب للأحزاب، وتفعيل أدوات هذا الاستقطاب لأن الشباب هم الذين سيتصدرون المشهد السياسي في المستقبل القريب، ناصحا إياهم بالانخراط في الأحزاب التي تمثل توجهاتهم الفكرية في القطاعات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبما يخص دور المرأة في العمل السياسي، عبر عن استغرابه من أنه خلال الأعوام من 1974 إلى 1993 لم تنجح سوى سيدة واحدة في الانتخابات البرلمانية، قبل الكوتا، ثم تلتها 11 سيدة بعد إدخال الكوتا، فيما نجح 830 مرشحا من الرجال خلال هذه السنوات، في مجتمع نصفه من السيدات، مؤكدا أن الكوتا يجب أن تكون لمرحلة انتقالية فقط.
وشدد الرفاعي على أننا جميعاً نتحمل المسؤولية تجاه الوطن، وقال بأن جميع الحكومات، ولا استثني حكومتي من ذلك، كانت متذبذبة القرارات الاقتصادية، لذلك فإننا بحاجة إلى وجود منهجية وهوية اقتصادية محددة للدولة الأردنية نعمل من خلالها على تطوير الوضع الاقتصادي.
وأكد أن توصيات اللجنة ضمت مواد تمنع التعرض لأي حزبي من أي جهة كانت طالما أنه ملتزم بالقانون والدستور، وفي هذا الإطار قال الرفاعي إننا اليوم نتمنى وجود أحزاب عريضة التمثيل وليست كبيرة عددا فقط، مشددا على ضرورة تعزيز الاتصال المباشر والحوار مع المواطنين في المناطق كافة، بهدف التغلب على السوداوية والسلبية التي تسيطر على البعض.
وختم الرفاعي حديثه بأنه ليس عضواً في أي حزب سياسي، لكنه داعم لكل الأحزاب التي تسعى للعمل لمصلحة الأردن والأردنيين، وأن على الأحزاب أن تعمل بجد، ولو أن أي حزب لم يصل إلى هدفه بسرعة، فهذا لا يعني الفشل، بل يؤكد أنه ما زال يحتاج البناء والعمل التراكمي للوصول إلى أهدافه.